ثابت الأحمد ـ جدة | |||
تحولت الكباري العلوية الشهيرة بمحافظة جدة إلى «أماكن» تجمع لمخالفي نظام الإقامة الراغبين في العودة لبلادهم عن طريق «الترحيل» على نفقة المملكة وذلك على طريقة "الايواء الترانزيت"، خاصة فى فصل الصيف وبموسمى العمرة والحج ، وتتزايد أعداد هؤلاء المخالفين رغم قيام أجهزة الأمن بالقبض على أعداد كبيرة منهم خلال حملاتها ، والغريب فى الامر ان المتخلفين أنفسهم قسموا الكباري فيما بينهم .. فهناك موقع تحت كوبري "الكندرة" تتجمع اسفله أعداد كبيرة من متخلفي الجنسية الآسيوية ، فيما تفترش الجنسيات الأفريقية اسفل كوبري الميناء ، بينما تتركز العمالة المصرية بجوار ميناء جدة الاسلامي وتحديدا بجوار مدينة حجاج البحر، فيما تتواجد العمالة المتخلفة من الجنسية الاندونيسية بجوار ادارة الوافدين . احتواء الظاهرة ورغم تحركات الأجهزة الأمنية المتمثلة في شرطة جدة وجوازات منطقة مكة لاحتواء ظاهرة جسور جدة الا ان الأعداد الضخمة والمتزايدة من مخالفي أنظمة الإقامة الهاربين من كفلائهم والمتخلفين عن المغادرة بعد أداء العمرة لا يزال مستمرا بعد كل موسم للحج ، ويستمر حتى حلول الموسم الجديد وبذلك يزيد عدد المتخلفين به مرة تلو الاخرى . ترحيل مجاني وكانت الجهات الأمنية قد كشفت عن سر تواجد هولاء المتخلفين بأنهم من متخلفي العمرة ممن يقدمون ويتخلفون في الأراضي السعودية بهدف أداء الحج ثم يشرعون في التجمع تحت الكوبري بعد انتهاء شعائر الحج والعمرة أملا فى الترحيل المجاني بعد أن ضيعوا رحلاتهم المقررة لهم وفضلوا الاستفادة من قيمتها لصالحهم، كما تم الكشف عن تجاوزات ومخالفات بعض مؤسسات الطوافة ومنها تسليم الجوازات للمتخلفين مما سهل تسرب العشرات منهم وازدياد أعدادهم وبقائهم في البلاد . انتظار المغادرة ويعترف يونس صالح وادم جبريل وهما من المفترشين أنهما حضرا للعمرة وتخلفا بعد ذلك للحج وأديا الشعائر، وهما الان يريدان المغادرة بينما يؤكد بيبي ابريل ان هناك العديد من ابناء الجنسيات الموجودة تحت الجسر تتواجد هنا حتى يتم ترحيلها، واشار الى أن هناك سيدة عجوز مصابة بمرض القلب فى حالة حرجة تنتظر الموت بين لحظة واخرى علاوة على حالات اخرى. طبيب شعبي وقال عيسى حديدي : هناك العديد من الجنسيات الموجودة تحت الجسر ولكل جنسية شخص كبير نرجع إليه في حال وجود مشكلة لاحد أبناء جلدته ونعين فيما بيننا من نرضى حكمه حيث نحل قضايانا ومن النادر أن نعجز في حل القضايا، كما يوجد لدينا ايضا طبيب شعبي يعالج الأمراض البسيطة مقابل مبلغ مالي رمزي ولكنه لا يستطيع علاج حالات كبيرة لذا نلجأ للمستوصفات الخاصة القريبة مشيرا الى قيام النساء بالطبخ تحت الكوبري وغسل الملابس وتجفيفها على حبال تعلق في أعمدة الكوبري وشدد على ان هناك كبار سن نقوم باختيارهم للترحيل بأسرع الطرق . ظروف متباينة وتختلف ظروف سكان كوبري «الستين» .. فهناك من تعمد التخلف بعد أداء فريضة الحج والعمرة بهدف العمل والبقاء لجمع اكبر مبلغ من المال والبعض الآخر وقع ضحية شركة سياحة او غيرها، بينما الواقع يؤكد ان الرجال والنساء والأطفال يعيشون أوضاعا إنسانية في غاية الصعوبة، حيث يأكلون ويشربون وينامون تحت الكوبري والأكثر من ذلك أنهم يقضون حاجاتهم بجوار بعضهم البعض نظرا لعدم وجود دورات مياه قريبة من الموقع تكفى لهذه الأعداد الكبيرة . أوضاع سيئة ويقول "حسن " احد المتخلفين الفلبينيين انه يعيش تحت كوبري الستين منذ أكثر من 3 أشهر وقدم للمملكة لأداء فريضة العمرة وبعد انتهاء موسم الحج اختفت الشركة التي تكفلت بإحضاره لأداء العمرة وقام على الفور بإبلاغ الجهات الرسمية مثل وزارة الحج وقنصلية بلاده وحتى الآن لم يجد حلا لهذه المشكلة مؤكدا أن جميع الذين يسكنون كوبري الستين يعيشون أوضاعا في منتهى السوء . تكلفة العلاج من جانبها قالت "هدي" وهي امرأة سودانية طاعنة في السن إنها تعاني مرض القلب ونفد علاجها الذي كان بحوزتها ولا تملك تكلفة شراء الدواء مؤكدة انها تعيش تحت الكوبري منذ عدة أشهر دون أن يتم علاج مشكلتها سواء بعلاجها أو ترحيلها لبلادها، مشيرة إلى أنها ذهبت إلى قنصلية بلادها وطلبت ترحيلها لكن المسؤولين لم يهتموا بوضعها ولم يفعلوا شيئا . حملات منفردة وتشن جوازات جدة حملات منفردة على الوافدين الذين يتخذون من كوبري الستين موقعا للسكن وممارسة جميع امورهم الحياتية وتسير الجوازات عددا من الأفراد والضباط والدوريات على مدار الساعة للقبض على المتخلفين وفرزهم حسب جنسياتهم للقضاء على هذه الظاهرة بمشاركة عدد من الجهات الحكومية المختصة وتكون في أوقات متفرقة وبالتنسيق مع الجوازات، ورغم ذلك يتزايد حجم المتخلفين تحت كوبري الستين بعد موسمي الحج والعمرة . حسب الجنسية المتخلفون انفسهم قسموا الكباري فيما بينهم .. فهناك موقع تحت كوبري "الكندرة" تتجمع اسفله أعداد كبيرة من المتخلفين الذين يحملون الجنسية الآسيوية فيما تفترش الجنسيات الأفريقية تحت كوبري الميناء وتتواجد العمالة المصرية بجوار ميناء جدة الاسلامي وتحديدا بجوار مدينة حجاج البحر، فيما تتواجد العمالة المتخلفة من الجنسية الاندونيسية بجوار ادارة الوافدين . يوميات متخلف تحولت الأرصفة لمساكن ايواء وأقام المتخلفون غرفا من الزنك والأخشاب والكراتين الورقية فيما تحولت الشاحنات الكبيرة والاحواش المجاورة لدورات مياه لقضاء الحاجة ناهيك عن قيام بعضهم بمعالجة المشاكل التي تعترضهم بحيث يحكمون على بعضهم البعض عند وقوع المشاكل ويعاقبون المخطئ ولديهم أطباؤهم الشعبيون ومحلاتهم الخاصة والتي هي عبارة عن بسطات خشبية منها ما يبيع المأكولات وآخر يروج المشروبات وخاصة الكركديه والمشروبات الساخنة منهم من يشتهر بهذه الأكلات وآخرون يتخذونه مهنة للبيع حتى المغادرة وقام آخرون بالتسول في الشوارع والميادين العامة والتجمع حول السيارات المتوقفة في الإشارات المرورية بنوا لهم بيوتا خشبية وصنادق تحت الكوبري وبجوار الاحواش المجاورة له حتى أن أمتعتهم الكثيرة تشكل مضايقة للشارع والعابرين به. شروط الترحيل يشير الناطق الاعلامي لمديرية جوازات منطقة مكة المكرمة الرائد محمد الحسين الى أن الأنظمة والتعليمات لا تسمح لمن قدم بتأشيرة زيارة أو عمرة أو حج البقاء في البلاد بعد انتهاء الفترة المحددة في تأشيرته، وأوضح أن تقديم المساعدة والعون للمتأخرين بعد انتهاء تأشيراتهم سواء بالإيواء أو التشغيل أو النقل من مدينة لأخرى يعتبر مخالفة صريحة ويعرض الشخص الذي يقوم بذلك نفسه للعقوبة والتي تشمل السجن مدة لا تزيد على ستة شهور وغرامة مالية بما لا يقل عن عشرة آلاف ريال وتتعدد الغرامة بتعدد الأشخاص الذين وقعت المخالفة بشأنهم مع ترحيل المقيم المخالف. نقص رحلات ويضيف الرائد الحسين بأن هؤلاء المتخلفين يتجمعون سنوياً في هذه الأماكن بعد موسم الحج نتيجة عدم توافر رحلات إلى بلدانهم، موضحا أن غالبيتهم تخلفوا عن الرحلات المقررة لهم بهدف التسول والبقاء أطول فترة ممكنة ليتم ترحيلهم مجاناً، ويقول ان عملية الترحيل مستمرة وفق الإجراءات النظامية والأمنية المعدة مسبقا ويتم التأكد من عدم حمل أي شخص منهم أي اقامة نظامية وعدم وجود أي طلب عليه من جهة معنية فقد يلجأ أي شخص عليه قضية ما لادعاء انه من المتخلفين للهرب من المتابعة الأمنية وهو ما تراعيه ادارة الجوازات ضمن اجراءاتها واشار الى فرز الحالات ثم ترحيلها بالتنسيق مع المرجعية الرسمية من السفارات والقنصليات لانجاز كل أوراق التسفير من المملكة، ويضيف ان العمل يجري على قدم وساق على أمل توفير رحلات لهم في ظل انعدامها بسبب مغادرة حجاج بيت الله والرحلات العادية ويرجع الناطق الاعلامي لمديرية جوازات منطقة مكة المكرمة بعض التأخير الذي يحدث في الترحيل الى عدم وجود وثائق رسمية مع المخالفين وهو ما يتطلب حصول المخالف على وثيقة سفر لترحيله. ايواء المتخلفين وكانت لجنة متخصصة قد تحركت مؤخرا بهدف تنفيذ عمليات لإيواء العمالة المخالفة من الجنسيات الهندية والفلبينية والسيريلانكية والمصرية والسودانية والإندونيسية في مدينة حجاج البحر لوقف الظواهر السلبية المتعلقة بالتجمعات العشوائية تحت الجسور والميادين العامة. انهاء الوضع وجاء هذا التحرك الذي وجه به مدير مكتب وزارة الخارجية في فرع المحافظة ببدء عمل اللجنة المكلفة في إيواء العمالة المخالفة، بعد توجيهات إمارة منطقة مكة المكرمة لإنهاء الوضع القائم للتجمعات البشرية لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل، وسجلت سفارات الهند والفلبين وسريلانكا والسودان ومصر، تعاونا مع اللجنة والجهات المختصة للبدء في إتمام الإجراءات اللازمة لترحيل هذه العمالة لبلادهم في أسرع وقت. تحرك رسمي وكانت مصادر في وزارة الخارجية قد اكدت أن إمارة منطقة مكة المكرمة دعت لضرورة إيواء المخالفين بمختلف شرائحهم، وسرعة إنهاء الظواهر السلبية المنتشرة لتجمعاتهم أمام قنصليات بلدانهم ومكوثهم تحت الجسور في أوضاع غير إنسانية، حيث خلصت الوزارة في دراستها عن الجاليات المخالفة في المحافظة، تركز غالبيتها بين الجنسية الإندونيسية والفلبينية، السودانية والمصرية والسيريلانكية والهندية، وجرى حصرهم في مدينة حجاج البحر خصوصا أن غالبيتهم من الأطفال وكبار السن ما يعني حاجتهم للرعاية الخاصة التي تم تأمينها لهم. تدخل القنصليات تم مؤخرا عقد اجتماع اولي مع القنصليات انتهى باتفاقيات مع الوزارة تمثلت في تحمل القنصليات قيمة إيجار وقف الملك عبدالعزيز في مدينة الحجاج وتأمين الاحتياجات الغذائية لرعاياها وإحضارهم من أماكن تجمعاتهم وتأمين تذاكر السفر وإحضار كافة وثائق السفر اللازمة وترتيب الحجوزات تمهيدا لمغادرتهم بلدانهم. حلول سريعة وأوضح نائب القنصل الإندونيسي في جدة أنه سيتم استثمار الحلول السريعة لضمان حقوق المخالفين المالية وترحيلهم إلى بلدانهم في أسرع وقت، بعد إكمال كافة الإجراءات اللازمة في هذا الشأن. |
الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010
كباري «ترانزيت» لمحترفي المخالفة والترحيل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق