إندونيسيا
الموقع
إندونيسيا تعتبر من أكبر الدول الإسلامية في العالم و هي تقع في خط الاستواء جغرافيا في سرة العالم بين قارة آسيا و أستراليا تحدها ماليزيا غربا و أستراليا و تيمور الشرقية و بابوا نيوقيني شرقا و الفلبين شمالا و المحيط الهندي جنوبا. وهي ممسكة بأطرافها، و متحكمة في محيطاتها و بحارها و خطوط ملاحتها، و زاخرة بأنهارها، و راسية بجبالها و براكينها، و خاصبة بأراضيها، و عظيمة بخيراتها و ثرواتها
إندونيسيا تعتبر من أكبر الدول الإسلامية في العالم و هي تقع في خط الاستواء جغرافيا في سرة العالم بين قارة آسيا و أستراليا تحدها ماليزيا غربا و أستراليا و تيمور الشرقية و بابوا نيوقيني شرقا و الفلبين شمالا و المحيط الهندي جنوبا. وهي ممسكة بأطرافها، و متحكمة في محيطاتها و بحارها و خطوط ملاحتها، و زاخرة بأنهارها، و راسية بجبالها و براكينها، و خاصبة بأراضيها، و عظيمة بخيراتها و ثرواتها
المساحة
تبلغ مساحة إندونيسيا 9,120,650 كيلومتر مربع و هي تمتد من الشرق إلى الغرب على مسافة 5,150 كيلومتر ا طولا و من الجنوب إلى الشمال على مسافة 1,771 كيلومترا عرضا. أما مساحتها اليابسة فتبلغ 2,027,987 كيلومترا مربعا فقط. بينما تكون مساحتها البحرية أكبر من اليابسة بأربعة أضعاف وهي تمثل 81 في المائة من مجموع مساحتها الكلي.
أهم المدن
1. جاكرتا وهي العاصمة لجمهورية إندونيسيا
2. بندونغ وهي العاصمة لمنطقة جاوي الغربية وهذه المنطقة أكثر سكانا بالنسبة إلى المناطق الأخرى
3. سورابايا وهي العاصمة لمنطقة جاوى الشرقية
4. جوقجاكرتا, وهي معروفة بمدينة الطلبة في إندونيسيا
5. ميدان وهي العاصمة لمنطقة سمطرة الشمالية و تعتبر رمزا للتقدم في الناحية الغربية بالنسبة إلى المناطق الموجودة فى إندونيسيا غربا
6. ماكسار وهي العاصمة لمنطقة سولاويسي الجنوبية, وتعتبر رمزا للتقدم في الناحية الشرقية بالنسبة إلى المناطق الموجودة في إندونيسيا شرقا
7. دينباسار بالي, وهي مشهورة بمنطقة السياحة حتى كادت هذه المنطقة أشهر خارج إندونيسيا من اسم الدولة نفسها. وكأن الدول الأخرى في هذه الأيام تجعل هذه المنطقة معيارا لأمن البلد. ومع الأسف الشديد المسلمون في جزيرة بالي كانت أقلية سكانها
عدد السكان
و كان عدد سكانها على حسب التعداد الوطني يشير إلى ما يلي :
- عام 1990 م : 179.2 مليون نسمة
- عام 1995 م : 203.6 مليزن نسمة
- عام 2000 م : 210 مليون نسمة
- عام 2002 م : 215 مليون نسمة
- عام 2004 م : 225 مليون نسمة
الطبيعة الجغرافية
مجموعة الجزر في إندونيسيا : 17.500 جزيرة، مأهولة و غير مأهولة
- مأهولة : 3000 جزيرة
- تمت تسميتها : 6.044 جزيرة
- من أكبرها خمسة و هي : سومطرا و جاوى و كاليمانتان و سولاويسي و بابوا
لمحة تاريخية
تبلغ مساحة إندونيسيا 9,120,650 كيلومتر مربع و هي تمتد من الشرق إلى الغرب على مسافة 5,150 كيلومتر ا طولا و من الجنوب إلى الشمال على مسافة 1,771 كيلومترا عرضا. أما مساحتها اليابسة فتبلغ 2,027,987 كيلومترا مربعا فقط. بينما تكون مساحتها البحرية أكبر من اليابسة بأربعة أضعاف وهي تمثل 81 في المائة من مجموع مساحتها الكلي.
أهم المدن
1. جاكرتا وهي العاصمة لجمهورية إندونيسيا
2. بندونغ وهي العاصمة لمنطقة جاوي الغربية وهذه المنطقة أكثر سكانا بالنسبة إلى المناطق الأخرى
3. سورابايا وهي العاصمة لمنطقة جاوى الشرقية
4. جوقجاكرتا, وهي معروفة بمدينة الطلبة في إندونيسيا
5. ميدان وهي العاصمة لمنطقة سمطرة الشمالية و تعتبر رمزا للتقدم في الناحية الغربية بالنسبة إلى المناطق الموجودة فى إندونيسيا غربا
6. ماكسار وهي العاصمة لمنطقة سولاويسي الجنوبية, وتعتبر رمزا للتقدم في الناحية الشرقية بالنسبة إلى المناطق الموجودة في إندونيسيا شرقا
7. دينباسار بالي, وهي مشهورة بمنطقة السياحة حتى كادت هذه المنطقة أشهر خارج إندونيسيا من اسم الدولة نفسها. وكأن الدول الأخرى في هذه الأيام تجعل هذه المنطقة معيارا لأمن البلد. ومع الأسف الشديد المسلمون في جزيرة بالي كانت أقلية سكانها
عدد السكان
و كان عدد سكانها على حسب التعداد الوطني يشير إلى ما يلي :
- عام 1990 م : 179.2 مليون نسمة
- عام 1995 م : 203.6 مليزن نسمة
- عام 2000 م : 210 مليون نسمة
- عام 2002 م : 215 مليون نسمة
- عام 2004 م : 225 مليون نسمة
الطبيعة الجغرافية
مجموعة الجزر في إندونيسيا : 17.500 جزيرة، مأهولة و غير مأهولة
- مأهولة : 3000 جزيرة
- تمت تسميتها : 6.044 جزيرة
- من أكبرها خمسة و هي : سومطرا و جاوى و كاليمانتان و سولاويسي و بابوا
لمحة تاريخية
أسس دولة إندونيسيا في شهر أغسطس 1945. وتاريخ إندونيسيا مر على مراحل: إندونيسيا في زمن قديم وهو عهد الممالك (مملكة هندوكية وبوذية وإسلامية), ومرحلة استعمار, ثم مرحلة حركات استقلالية إلى أن استقل إيدونيسيا كدولة مستقلة, وبعدها مرحلة بعد الاستقلال وهي عهد النمو إلى الآن.
أما إندونيسيا في القديم تتكون من عدة جزر وكل جزيرة لها مملكة مستولية عليها. وأقدم المملكات تعرف عند المؤرخين مملكة هندوكية كوتاي بـجزيرة كاليمانتان (كاليمانتان غربية) من آثار تاريخية هذه المملكة 4 أحجار منقوشة عليها بأحرف بالاوا (هذه اللغة منتشرة بالهند الشمالية) فباعتبار هذا النقش تقدر أنها موجودة عام 400 من الميلاد تقريبا. وفي جزيرة جاوى مملكة تاروما في بوقور جاوى الغربية تعرف بأقدم مملكة هندوكية في هذه الجزيرة.
وفي جزيرة سومطرة في القرن السابع الميلادي, قامت مملكة سريويجايا وهي مملكة بوذية بل أصبحت مركزا لهذه الديانة وامتدت مملكته من سومطرة إلى جميع الجزيرة الموجودة في إندونيسيا الآن إلا قليلا بل إلى ماليزيا (تعرف آنذاك بـمالايا) وبلبين. لكنه منذ القرن 11 من الميلاد ضعفت هذه المملكة إلى أن سقطت عام 1377 م.
وفي جزيرة جاوى باستناد إلى انكشاف كتابة أثرية المنقوشة على الحجر بـماقيلانج جاوى الوسطى مكتوب عليها عام 732 م أنشأت هناك مملكة ماتارام الهندوكية ولكن بعد قرن كان الملك وذريته خلطوا الهندوكية والبوذية وجعلها كدين واحد ودليل على ذلك وجود المعابد لهاتين الديانتين المسميتان بـ تشياندي . منها تشياندي كالاسان, و سيوو , وبيما, و أرجونا لديانة الهندوكية . وتشياندي باوون , ومندوت, وبوروبودور لديانة البوذية (والأخير منها تعتبر أكبر تشياندي) . وامتدت مملكته جميع جاوى الوسطى وجاوى الشرقية.
وفي السنة 929 م بعد سقوط ماتارام قامت مملكة جديدة سينغوساري لبني إساما لمدة 3 قرون. وأخذت مركزها في منطقة واتوقالوه الموجودة بين جبلي سيميرو وويليس بـجاوى الشرقية. وفي العام 1222 م, كان ملك كارتاجايا -آخر ملك لبني إساما- غلبه كين آراق, ثم بنا كين آراق مملكته الجديدة المسمى ببني راجاسا. ففي عهده امتدت مملكته إلى جاوى الغربية و باهانغ (ماليزيا), باكولاباترا (كاليمانتان الغربية) وجزيرة مالوكو. وفي العام 1292 م سقطت مملكة سينغوساري بقتال كارتاناقارا على يد جاياكاتوانغ من كيديري.
وفي السنة نفسها رادين (سيد) ويجايا وهو زوج ابنة ملك كارتاناقارا الذي سلم من القتل هزم على جاياكاتوانغ بمساعدة جنود الصين. ثم بنا مملكته الجديدة التي سميت بـماجاباهيت. ولقب الملك بـبرابو براويجايا الأول. وفي عهد ملك هايام ووروك (1350-1389 م) وصلت هذه المملكة الرفعة والعزة. ومن أشهر وزيرها وزير قاجاه مادا ذي طموحة وشجاعة. فعلى يده استولى مملكة ماجاباهيت معظم الجزر في إندونيسيا وماليزيا و سينغافور, إلا مملكة باباجاران في منطقة بوقور جاوى الغربية.
وبعد أن ضعفت ماجاباهيت إلى أن سقطت عا 1478 م, قامت مملكة إسلامية متتالية في جزيرة جاوى بينما في جزيرة سومطرة قامت قبلها مملكة إسلامية عام 1078 م (470 هـ). واستمرت كيانة مملكة إسلامية في إندونيسيا إلى مجيئ جيوش أوربا للاستعمار و على رأسها البرتغال الكاتوليكية ثم جاء إثرها الهولاند البروتستانية. ففي عهد مملكات إسلامية استمرت الحروب بين المسلمين في أنحاء بلاد إندونيسيا إلى آخر القرن التاسع عشر.
ومع بداية القرن العشرين تحولت جو المواجهة ضد المستعمرين بسبب تغير سياسة الهولاند المستعمر ما يسمى بـسياسة ملأ
(politic etic/elite) وقد أتاح الهولاند بعض أبناء البلد الدراسة وإن كانت خاصة لأبناء زعماءها . فزيادة على مواجهة سلاحية ضد الهولاند هناك مواجهة سياسية علمية لطلوع طبقة جديدة من شعب إندونيسيا وهي طبقة طلبة مثقفة رغم قلتهم. إذن المواجهة ضد الاستعمار دخل في عهد جديد حينذاك إلى أن فتح الله لهذا الشعب فمنحهم استقلال بلدهم.
ولم يرض الهولاند في المرة الأولى باستقلال هذا البلد وحاول أن يعود إلى إندونيسيا لمواصلة الاستعمار هناك واستمرت الحرب بين الطرفين والصلح من خلالها والهدنة.
وبعد خروج الهولاند من إندونيسيا وتم اختيار مهندس سوكارنو كالرئيس لهذه الدولة الجديدة و الدكتور محمد هتى كوزير له لم تنتهي المشاكل. بل حدثت مشكلة جديدة وهي اختلاف داخلية بين الشعب من خلاف عسكري إلى خلاف إيديولوجية. وفي الأخير في السنة 1965 م حدثت ثورة عسكرية وشعبية بقتال ضوابط من الجنود وبعض زعماء الشعب كالأساتذة وغيره على يد حزب الشيوعي الذي أتاحه رئيس سوكارنو الفرصة للنمو والدعم وقد مال الرئيس إلى فهم الاشتراكي والشيوعي.
وسقط سوكارنو من الرئاسة بعد المظاهرة الطويلة من الطلبة ورفض البرلمين خطابه الذي قرأه أمام البرلمين وبدلا منه أجلس جندرال سوهارتو على الرئاسة خليفة له.
فكما هو معروف أن القرن العشرين ملوث بالحرب العالمية مرتين. وقد أكلت هذه الحرب الشانئة ألوفا بل ملايين من الأبرياء فمن ثم فقد أثر هذا الجو السياسي العالمي شعب إندونيسيا كدولة من دول العالم. فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تغيرت سياسة العالم بأكملها وبدأ بعدها عهد جديد وهو عهد حرب برد بين المشرق على رئاسة الاتحاد السوفياتي و الصين بإديوليجيية الاستشراكية وبين الغرب على رئاسة أمريكا والإنجليزيا بإديوليجية الرأسمالية. ففي عهد سوهارتو قامت إندونيسيا مع جيرانها من الدول كماليزيا وبروناي دار السلام بإنشاء حركة حيادية (non blok) وإن كان في الواقع مالت الدولة إندونيسيا إلى سياسة الرأسمالية لعدم استقلالها في الاقتصاد. وقد وقعت إندونيسيا إلى شبكة حبالة الديون. وقد أدت هذه الديون إلى سقوط سوهارتو من الرئاسة عام 1998 م بحدوث الأزمة الاقتصادية منذ عام 1997 م.
وبعد سقوط سوهارتو دخل إندونيسيا في عهد جديد وهو عهد تجديد بتغيير كثير من القوانين لاتليق بروح التجديد والحرية وإن كان في بعض الأمور يحتاج إلى تكملة بكثير. ولكن الرئيس الجديد وهو بربسور دكتور بحرالدين يوسف حبيبي وضع أسسا مهما جديدا كسهمه لبناء إندونيسيا من جديد. وقد ضغط سعر الدولار إلى سبعة آلاف وخمسمائة روبية بعد أن ارتفع سعره إلى خمسة عشر ألف روبية.
وبعد أن فتح الرئيس حبيبي باب الحرية ظهرت في إندونيسيا أكثر من مائة حزب سياسي. وفي العام 1999م تم الانتخابات لمجلس الشعب والبرلمين وبعده تم تعيين عبد الرحمن واحد كالرئيس لجمهورية إندونيسيا من قبل مجلس الشعب. ولكنه عام 2001 م فصل البرلمين عبد الرحمن واحد من الرئاسة و بدلا منه أجلس ميقاوات سوكارنوبوتري رئيسة.
وفي السنة 2004 م تم اختيار أعضاء برلمين واختيار سوسيلو بانبانع يودويونو رئيسا لجمهورية إندونيسيا عن طريق مباشر لدى الشعب بعد أن تكون الانتخابات فيا مضى عن طريق الحزب وبرلمين وهوية الرئيس.
الديانة الرسمية
نسبة مئوية بين معتنقي الأديان فيها :
م البيان نسبة مئوية
1 المسلمون 87 %
2 البروتستانتية 6 %
3 الكاتوليكية 3 %
4 الهيندوكية 2 %
5 البوذية 1 %
6 الأخرى 1 %
لمحة تاريخية عن دخول الإسلام
إن دخول الإسلام في إندونيسيا قد بدأ في القرن السابع من الميلاد أو في القرن الأول من الهجرة وإن كانت قوته عضدت في القرن الواحد عشر من الميلاد بظهور مملكة بيرلاك سومطرة عام 1078 م (470هـ) وهي أول مملكة إسلامية في إندونيسيا. والدليل على ذلك أن في تاريخ الصين ذكرت مذكرة من أحد قواد من العرب أنه في عام 674 م هناك مجموعة من العرب كانو يسكنون في غرب سومطرة. دليل آخر على أن الإسلام جاء في إندونيسيا منذ عهد دولة بني أمية هو وفود قوافل تجارية عام 717 م إلى مملكة سريويجايا في سومطرة وتتكون هذه القوافل من 35 سفينة. ويمكثون هناك لمدة خمسة أشهر ثم غادر سومطرة إلى الصين.
إن منهج الدعوة التي استعمله هؤلاء التجار لغرس عقيدة الإسلام في أنفسهم عبر اللغة والتقاليد لهم وحرروا كثيرا من العبيد حتى تم القبول لدى الشعب وحصل المصاهرة بينهم وبين وأبناء الشعب وتكون مجتمعا إسلاميا خاصا كشركة أو جماعة وفي الأخير أسس دولة إسلامية ذات كيانة وقوة تطبق شريعة إسلامية.
في عام 1028 م (420 هـ) أحد سلالة قريش تزوج بإحدى بنت ملك موهرات ببيرلاك وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. وبعد مرور 50 سنة قامت مملكة بيرلاك وهي أول مملكة إسلامية بعد أن كان في بيرلاك مملكة هندوكية. فمن ملوكهم : سلطان علاء الدين شاه (1161-1168 م), سلطان علاء الدين عبد الرحمن شاه (1185- 1201 م) سلطان علاء الدين سيد عباس شاه (1210-1236 م), سلطان علاء الدين مغيات شاه (1236-1239 م), سلطان معظوم علاء الدين عبد الرحمن شاه (1239-1243م) معظوم علاء الدين محمد أمين شاه (1243-1267م) وفي عهده فتح سلطان جامعة بـ باييون (عرامية أو تشيوت كالا). وزوج بنته بسلطان الملك الصالح من سامودرا باساي. وفي عهد سلطان معظوم ملك إبراهيم شاه (1280-1296م) جاء ماركوبولو عام 1292 م إلى بيرلام وحكى أنه وجد الملك وأتباعه من الشعب يطبقون شريعة الإسلام مع أن هناك داخل الغابات قوم مازال يأكلون لحم الإنسان. وفي عهده أيضا جاء جيش سريويجايا البوذية يهاجمون هذه المملكة عام 1292 م حتى سقطت عام 1296 م.
وبعد أن ضعفت مملكة بيرلاك انتقلت مركز الدعوة لانتشار الإسلام إلى سامودرا باساي وأصبحت مملكة باساي مركز للدعوة لمنطقة جنوب شرق آسيا على العموم. وكان سلطان الملك الصالح (1261-1269 م) أول ملك لسامودرا باساي وهو زوج ابنة محمد أمين شاه سلطان لمملكة بيرلاك تزوج بإحدى بنتيه. وتولى الملك بعده ابنه الأكبر الملك الظاهر (1297-1326 م). وتولى بعده أخوه الملك المنصور الملقب بـ الملك الظاهر الثاني. ففي عهده جاء المؤرخ المسلم ابن بطوطة عام 1345/1346 م. ولسلطان الملك الظاهر مجلس مذاكرة يجتمع فيه العلماء والفقهاء والأصوليون من أنحاء بلد بل قد جاء إليه علماء من الحجاز ومصر واليمن العراق. وذكر ابن بطوطة أن هناك عالمين من علماء العراق من الشيراز والأصفهان. وقد عين السلطان العالم الشيرازي الشافعي قاضيا هناك. ولكنه ضعفت هذه المملكة بعد وفات الملك الظاهر. وهجم عليها مرة ملك سيام (الصين) البوذي. ثم بعده بأعوام هجم عليها ماجاباهيت علي قيادة قاجاه مادا.
وكان هناك داعية من الشرق الأوسط ينادى بـ مولانا ملك إبراهيم (وقيل أنه من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم). وقد تزوج بإحدى بنتي سلطان حينما يمكث بباساي وأنجبت ولدا يسمى برحمة و مشهور عند المؤرخين بـ رادين رحمة (رادين لقب لأبناء زعماء القوم بمعنى سيد), بينما أختها تزوج ببرابو براويجايا الخامس ملك ماجاباهيت الأخير. وترعرع رادين رحمة بـ باساي وهي مركزللدعوة آنذاك لجنوب شرق آسيا, ثم ذهب إلى الحج بعد أن كهل.
وعندما استولى ماجاباهيت مملكة باساي ذهب مولانا ملك إبراهيم وأخوه مولانا إسحاق إلى جاوى الشرقية ووصل بـ قريسيك (قيل أن أصل كلمة قريسيك من مقر الشيخ, ولحن الجاويون حرف الخاء قافا أوكافا). وبدأ الشيخ بنشر الإسلام ودعوة الناس إليه حتى توفي بعد أداء هذه الوظيفة العظيمة لمدة عشرين سنة وأقام هناك معهدا (باسم بسنترين) مع أن إقليم تحت سيطرة مملكة ماجاباهيت الهندوكية.
ولما رجع رادين رحمة وعلم أن باساي أصبحت تحت سيطرة مملكة أخرى ذهب مباشرة إلى جاوى ليلتحق بأبيه الذي غادر سومطرة للدعوة في لب مملكة الهندوكية وهي ماجاباهيت. ولكنه عندما وصل هناك وجد أباه قد توفي. واستقبله تلاميذ أبيه استقبالا حارا وجعلوه شيخا للمعهد. ولأن المعهد تقع في منطقة اسمه أمبيل فلقب رادين رحمة بسونان أمبيل, ولشهرته كان حاكم منطقة توبان من قبل ماجاباهيت يزوجه ببنته. وأنجبت خمسة أولاد أصبحوا علماء ودعاة في جزيرة جاوى.
وخالته التى تزوجت ببربو سريويجايا أنجبت ولدين, أكبره اسمه أريا دامار وكان حاكما من قبل ماجاباهيت لمنطقة باليمبانغ سومطرة, وتربى معه أخوه الصغير اسمه رادين فتاح تربية إسلامية لأن الأم المسلمة تود أن ترعرع الولد في بيئة صالحة إسلامية وليس في بيئة قصر ماجاباهيت الهندوكية. ولما بلغ رادين فتاح عشرين من عمره ذهب أخوه به إلى سورابايا يقصد معهد ابن خالته رادين رحمة الذي استشهر بسونان أمبيل. فتتلمذ إليه لمدة 3 سنوات. ومن تقاليد المملكة أن أبناء وأقرباء الملك مهيأ لمنصب من مناصب الحكم عين رادين فتاح حاكما من قبل ماجاباهيت لمنطقة بينتورو (ديماك الآن) عام 1477 م. وفي عام 1478 م حدثت في ماجاباهيت ضوضاء التى حركها سري غيريواردانا من ضاحا (جينقالا) وهو زوج ابنة برابو براويجايا, فأسرع رادين فتاح لإنقاذ أبيه وأخرج سري غيري واردانا. ثم اننتقلت المملكة من ماجاباهيت إلى ديماك وتغيرت أساسه من الهندوكية البوذية إلى مملكة إسلامية. وأصبح ديماك مركزا إسلاميا بعد أن ضعفت باساي خلال القرن الخامس عشر والسادس عشر و بلغت سلطته إلى سولاويسي وكاليمانتان ولومبوك وجزر مالوكو.
لمحة اقتصادية
بلد إندونيسيا في الحقيقة ثري بالمحاصيل, زراعية كانت و معدنية كذهب, وفضة, والبترول وغيرها, فمن محاصيل زراعية تصديرية أرز، أغذية، كسافا،فول سوداني،مطاط، كاكاو، لب جوز الهند، فواكه بكل أنواعها.
ولكنه بسب سوء الإدارة فيما سبق من الحكومة فهذه المحاصيل الضخمة لم يذقها أكثر سكانها فهذه الثروات متداولة بين فئة قليلة, ومن الأسف الشديد أكثرهم الصينيون وليسو بمسلمين. 80 % من هذه الثروات متداولة في 300 شركة تجارية كبيرة, 76 منها يملكها مواطن أهلية ولكن مجموعة رأسمالي هذه الشركات (76 شركة) ما بلغ 10 % رأسمالي لهؤلاء الصينيون. وباقي الثروات وهي 20 % تكون لشعب إندونيسيا بمعنى أن حوالي 200 مليون نسمة متسابق عليها.
والآن بعد أن تحولت الحكومة وميولها تغير الوضع وفتح باب التسابق على مصراعيه للمسلمين. وبقي لهم إعداد رجال الأعمال حريصين مجدين متقنين في أعمالهم.
ولله الحمد والمنة فإن الاقتصاد الإسلام كبديل لمنهج الاقتصاد له فرص طيبة وطموحات لدى رجال الأعمال وأصبح يصرف النظر إليها بعد أن كان غريبا وإن لم نقل مطرودا إما لجهالة أو مؤامرة مرصودة عليها من قبل أعداء الإسلام.
أوضاع المسلمين السياسية الاقتصادية والتعليمية
إن هذا الشعب الإندونيسي المسلم يواجه اليوم مشكلات شتي اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا وتعليميا, إذ أن الإحصاء في مركز التعداد العام الوطني و الدولي يشير مؤخرا إلي أن 40-60 مليون نسمة من سكانها مهدد بالمجاعة و نقص من الطعام، و ما بين 80 إلي 110 مليون نسمة منهم يعيشون علي مستوى الفقر والضعف. وزيادة على هذا كلها فإن هذا الشعب مكلف بشبكة الديون التي أطلقها الدول الغربية لتضعيف الحكومة أمامها. وقد بلغت هذه الديون عدد 190 مليار دولار أمريكي مع أن إنتاج الدولي (GNP) نما في تعداد 182 مليار دولار أمريكي (عام 2004 م). وفي كل عام عملية سد الديون (رأسمالها وزهرتها) كاد يستغرق نصف إيراد الضرائب لميزانية البلد (وكانت الضريبة من أكبر دخل الميزانية وقد تصل 75 % من الميزانية).
أما في مجال التعليم فلله الحمد كان في إندونيسيا جامعات كثيرة و بلغ عددها أكثر من 250 ( مائتين و خمسين ) جامعة، أهلية كانت و حكومية، إذ أن في كل منطقة و مدينة جامعات كثيرة و لاسيما في جاكرتا عاصمة الدولة و كل عاصمات المحافظات، و من أكبرها و أشهرها هي :
1. جامعة إندونيسيا الحكومية في جاكرتا
2. جامعة ترى ساكتي الأهلية في جاكرتا
3. الجامعة الإسلامية الحكومية في جاكرتا
4. جامعة بوقور الزراعية الحكومية ( IPB ) في بوقور جاوى الغربية
5. جامعة باجاجاران الحكومية ( UNPAD ) في باندونغ جاوى الغربية
6. جامعة باندونغ التكنولوجية ( ITB ) في باندونغ جاوى الغربية
7. جامعة ديبونيقورو الحكومية ( UNDIP ) في سيمارانغ جاوى الوسطى
8. جامعة قاجه مادا الحكومية ( UGM ) في مدينة يوغياكارتا
9. جامعة سولو الحكومية ( Universitas 11 Maret ) في سولو جاوى الوسطى
10. جامعة أيرلانقا الحكومية ( UNAIR ) في سورابايا جاوى الشرقية
11. جامعة براويجايا الحكومية ( UNI BRAW ) في مدينة مالانغ جاوى الشرقية
12. جامعة لامبونغ الحكومية ( UNILA ) في لامفونغ سومطرة
13. جامعة سريويجايا الحكومية ( UNSRI ) في باليمبانغ سومطرا الجنوبية
14. جامعة سومطرا الشمالية الحكومية ( USU ) في مدينة ميدان سومطرا الشمالية
15. جامعة شياه كوالا الحكومية ( UNSYIAH) في باندا آتشيه
16. الجامعات الحكومية في كل عاصمة المحافظات : 30 جامعة
17. و غيرها كثير
ولكن المشكلة تقع في ارتفاع تكاليف الدراسة في كل مراحل مع ضعف الشعب من ناحية اقتصادية على الأغلب. فالذي يذوق التعليم من له إمكانية في سد هذه المبالغ فالتعليم والتربية مازال بضاعة غالية لديهم. والذي يستطيع قراءة و كتابة 62 % من الشعب. ومشكلة أخرى أن الحرية التي من نتائج تغير جو السياسي لها ثمرة سلبية من ناحية الإعلامية. فوسائل الإعلام كتلفاز وغيره بدلا من أن يكون عنصر من عناصر التغيير لإلى ما هو أحسن يكون من وسائل التدمير الأخلاقي. ومن الأسف لم يكن لدى المسلمين مهما ضخم عددهم قاناة من قنوات التلفاز تخدم للإسلام والمسلمين. نسأل الله العافية.
المصدر